عندما تكتشف أن ابنك الشاب قد أصبح مدخنا!
عندما تكتشف أن ابنك الشاب قد أصبح مدخنا!
مشاهدات: 239
5 يونيو 2017

فاجأنى ابنى كريم وهو فى آخر سنة من سنوات دراسته الجامعية فى جامعة الأهرام الكندية قسم صحافة بأن سقطت من محفظته وهو يأخذ منى مصروفه اليومى سيجارة.. ليُسرع بالتقاطها من على الأرض.. وهو فى غاية الخجل.. ولم يجد من كلمات يقولها لى :معلهش يا بابا.. ما هو مسيرك حتعرف فى يوم من الأيام.. ما هو كل زمايلى وزميلاتى كمان فى الكلية بيدخنوا سجاير وشيشة كمان.. وتعال اتفرج عليهم فى الكافيهات والكافيتريات.. وكل واحدة فى شنطتها علبة سجاير.. وما خفى كان أعظم!

سألته: يعنى إيه يا بدر الدجى؟

قال: يعنى فيه حاجات كتير مستخبية أكتر وأكبر من السجاير!

قلت له وأنا أعرف.. لكننى أريد أن أعرف منه هو: زى إيه كده يا عاقل يا متربى؟

قال: يعنى حاجة فيها دخان أزرق.. يعنى حاجات مخدرة.. زى البلاوى السودة مثل الهيروين والكوكايين والترامادول اللى بقى فى جيوب وشنط الأولاد والبنات زى البونبونى والمصاصة وباكو النعناع!

قلت له :يا ساتر يارب.. دا احنا يابنى آخر حاجة لما الواحد منا على أيامنا يخرج عن طوع والديه.. ويبقى ولد عاق وآخر بوظان.. يقوم يشرب سيجارة.. وفين فى الحمام عشان ماحدش يشوفه.. وآه لو أبوه ضبطه وهو بيشرب سيجارة.. يبقى يا داهية دقى!

* * *

يسألنى ابنى كريم: وحضرتك ماوقعتش فى شبابك فى المطب ده؟

قلت له: أيوه.. كلنا حصل لنا فى شبابنا كده!

يسألنى بخبث أبناء هذا الجيل: والسيد الوالد اللى هو جدى أنا عمل مع حضرتك إيه؟

قلت له: طبعاً موش زى ما عملت معاك انت النهاردة.. سيبتك كده تشرب سيجاير من ورايا.. لكنى حسابك بعد كده معايا!

يعود يسألنى بإلحاح هذه المرة: يعنى إيه يا بابا؟

قلت: يعنى كان نصيبى علقة ساخنة من السيد الوالد.. مانساهاشى لحد النهاردة!

يسألنى بخبث شباب هذه الأيام: وبطلت السجاير بعد العلقة؟

قلت له: طبعاً عشان آخد المصروف اليومى بتاعى.. لكنى ده مايمنعشى إن أنا آخد سيجارة أو سيجارتين أيام الامتحانات واحنا سهرانين أنا وزمايلى فى بيتنا أو فى بيت أى واحد من أصحابى.. موش أكتر من كده.. أما سيرة البلابيع اللى بيبلبعوها الأولاد والبنات اليومين دول.. دى لسه ماكانتش لنا أيامها والحمد لله.. ده كان آخرنا بجد مجرد سيجارة فى الخفاء لا أكثر ولا أقل!

* * *

ولكى يطمئن قلبى أكتر وأكتر.. فإن آخر إحصائية عن إدمان الشباب ـ كل الشباب ـ هذه الأيام تقول: إن نحو ١٧٪ على الأقل من شباب الجامعة هذه الأيام قد تحولوا إلى فئة المدمنين لكل أنواع المخدرت من الحشيش إلى بلابيع الترامادول إلى الكوكايين والهيروين والماكستون فورت وغيرها.. وما خفى كان أعظم..

وللعلم يوجد بين شباب الجامعات ما يطلقون عليه اسم «الديلر» وهو الذى يوزّع هذه السموم فى الخفاء على الشباب من الجنسين ــ أكرر من الجنسين ــ وتعالوا وتفرجوا على البنات والستات وهن يدخن الشيشة فى الكافيهات عينى عينك.. ويخفين فى حقائبهن كل أنواع المخدرات.. تلك التى نعرفها.. وتلك التى لا نعرفها.. ويسحبن أنفاساً من الشيشة ولا أجدع راجل بشنبات!

واذهبوا إلى أى كافيه فى بر مصر كله ستجدوا أكتر الذين يسحبون أنفاساً من الشيشة.. من الجنس اللطيف.. أو بعبارة أكتر دقة.. من الجنس الذى كان على أيامى لطيفاً ثم تحوَّلَ الآن إلى الجنس صاحب السطوة والقادر على فعل أى شيء أمام كل الأعين وعلى مسمع من الجميع..

يا عالم الجنس اللطيف.. لم يعد لطيفاً.. وربنا يستر على الأسرة المصرية التى تفككت بعد أن ضاعت هيبة رجل البيت.. ولم تعد الأم تقدر وحدها على لم شتات الأسرة التى تبعثرت وتفرق دمها بين كل القبائل!

* * *

كلمات عاشت:

«الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية والديك بيدن كوكو كوكو». فنان الشعب: سيد درويش

الأكثر قراءة