إسراء زيـدان: جمال المرأة البدينة فى رضاها عن نفسها
إسراء زيـدان: جمال المرأة البدينة فى رضاها عن نفسها
8 مارس 2019

 

«البدينات نساء يعانين في مجتمع يعتبرهن مختلفات» هكذا بدأت الفنانة إسراء زيدان حديثها إلى «نصف الدنيا» حين سألناها عن سر اهتمامها بعمل مجموعة لوحات تدعم السيدة البدينة في مصر بنوع من أنواع البهجة والسعادة والرضا. إسراء مدرس مساعد في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وحاصلة على ماجستير تشريح للرسامين، وإلى جانب أعمالها في مجال الرسم تحضر حاليا رسالة الدكتوراه الخاصة بها.

 

-كيف اكتشفت من البداية موهبة الرسم في نفسك؟

بدأت حكايتي مع  الرسم منذ كنت طفلة. كأي طفل كنت أهوى الرسم، ومع مرور السنوات توجت موهبتي وحلمي بالدراسة الأكاديمية ومعرفة القواعد الأساسية والأكاديمية والنسب الصحيحة للرسم، فتعلمت الظل والنور، وبدأت الرسم الأكاديمي كالطبيعة الصامتة والطبيعة الحية والبورتريهات، وفي نهاية 2016 بدأت دراسة ورسم إسكتشات خاصة بالسيدات البدينات، وهي الفكرة المثيرة للكثير من الجدل، فعادة لا تحب المرأة البدينة رسمها أو تصويرها لأنها تخجل من بدانتها.

-ما أسباب اهتمامك برسم البدينات؟

في رسم البدينات شقان مهمان للغاية؛ أولهما الشق التشكيلي وهو أن المرأة البدينة فيها جماليات تشكيلية أجمل، كالخط المنحني،  والتلخيصات الخاصة بها ألطف، فتعبر عن ملامح الأنوثة بشكل واضح وصريح. وهذا الأمر يمنح الرسم جمالا خاصا. أما الشق الثاني من وجهة نظري فهو أن كل من هو مختلف في المجتمع فهو مظلوم بشكل أو بآخر، وهو ما يسمى «مظلومية الاختلاف» وهذا الأمر ليس في مصر فقط ولكن العالم بأكمله ينظر نظرة غير سليمة للشخص المختلف.

-هل مواقع التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا» أسهمت في إبراز هذا الاختلاف؟

طبعا تصدير السوشال ميديا والإعلام أيضا للشكل المثالي للأنثى والنسب المضبوطة بالحرف من لون الشعر ولون العين وشكل الجسم حتى الموضة؛ كل هذا يخاطب «ستات» محددات بشكل معين لا يناسب كل الناس، مما قد يؤثر سلبيا في النساء البدينات، فسرعان ما يشعرن بعدم الرضا عن النفس وعن أجسامهن وحياتهن، وينتج عن ذلك دخولهن في حالة اكتئاب وحالة عدم الرضا عن النفس، وأحيانا تصل بإحداهن إلى اللجوء لعمليات التجميل وتدخل في دوامة من عدم الرضا عن النفس، فالمرأة البدينة مظلومة في جوانب مختلفة في التعبير عن وجودها وأنوثتها وجمالها داخليا وخارجيا.

-في رأيك ما المشكلات التي تواجه المرأة البدينة في مصر؟

في رأيي الشخصي هناك مشكلة كبيرة تواجه معظم المصريات وهي «شيل الهم» فالمصرية تعاني من التفكير الدائم في المستقبل وتحمل المسئولية: من لم تتزوج تشيل هم زوج المستقبل والمتزوجة تشيل هم رغبتها في الإنجاب، ومن أنجبت تشيل هم رغبتها في أن يكون أبناؤها أفضل ناس، وغير المثقفة تشيل هم إثبات ذاتها، وغيرها من الأسباب التي تجعل المرأة المصرية تفكر في عقوبة المجتمع لها دائما، فكان الهدف الرئيسي من رسم الإسكتشات الخاصة بها هو التحرر من القيود المجتمعية من خلال الرسم. رسم سيدات خلعن أحزيتهن وكأنهن قررن السعادة باللعب والجري و«التنطيط» متحررات تماما من كل الضغوط المجتمعية والأفكار السوداوية.

-كيف كان رد الفعل على هذه الصور لنساء بدينات سعيدات؟

الحمد لله أغلب ردود الأفعال إيجابية، وهذا ليست له علاقة بالبدينات خاصة، وإنما عن شغلي عموما لأنه يمتاز بالبهجة والروح والألوان، فردود الفعل على رسمي للبدينات أو غير البدينات للسيدات أو الرجال كلها إيجابية، لأن الناس أصبحوا يميلون أكثر إلى البهجة والبعد عن الهم الذي يحمله الجميع. أصبحوا يبحثون عن البهجة والألوان التي تخرجهم من حالة الكآبة التي يعيشون فيها.

-ما رأيك فيمن اعتبر رسوماتك نوعا من أنواع دعم البدانة؟

هناك بعض الناس اعتبروا رسوماتي دعما لفكرة البدانة في حد ذاتها وللعادات الصحية الخاطئة، ولكن هذا الأمر خاطئ تماما، فدائما ما ترتبط البدانة بالكثير من الأمراض، خاصة المزمن منها كالضغط والسكر والقلب، ولكن كل ما هنالك أنني أحاول تحقيق نوع من أنواع الرضا عن النفس عند النساء بشكل عام، فالبدينة عليها تقبّل نفسها حتى يقل وزنها، وتقبل شكلها، وتقبل حياتها ورضاها الكامل عن منظرها بصفتها أنثى في مجتمع لا يعترف بها أنثى جميلة إلا بمقاييس معينة حددها هذا المجتمع. أريدها أن تبعد تماما عن الارتباط الشرطي الذي يسبب للمختلفين حولنا الكثير من المعاناة. بل بالعكس؛ من الممكن أن يكون رضاها الداخلي سببا رئيسيا فى أن تسعى لإنقاص وزنها من غير ضغوط عليها ممن حولها، والثقة بالنفس تأتي من داخلنا أننا نكون راضين تماما عن نفسنا، لأنه لو كان هناك قالب معين للجمال كان ربنا خلقنا عليه، لأن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان «في أحسن تقويم» قد يكون هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى التغيير، ولكن إلى أن تتغير عليك بالرضا عن نفسك.

-هل تخططين لدعم المرأة في قضايا أخرى؟

أنا أدعم المرأة قلبا وقالبا في كل القضايا وبأي شكل خاصة في مصر. معظم الإحصاءات تؤكد أن المصريات من أكثر النساء شقاء في العالم، وبالتأكيد سوف تكون الفكرة القادمة لها علاقة بشكل مباشر بدعم المرأة، ولكن إلى الآن لم أستقر على القضية التي سوف أتناولها لدعم المرأة .

•ما أحلامك لنفسك؟

أتمنى أن أصل للعالمية، وأن أصل بفني لأكبر عدد من الناس، وأن تنال فكرتي في أعمالي الأخيرة استحسان الناس وكسب إيمانهم بها كما حدث في مصر.

الأكثر قراءة