قد يمر عليك يوم من أجمل أيام حياتك، ثم يأتى اليوم التالى عكس توقعاتك. وفى أوقات أخرى تمر عليك مواقف صعبة تؤثر فى صحتك وتفسد نظرتك للحياة وتجعلها مليئة باليأس والتشاؤم مثل الفراق، الموت، فقد الوظيفة، الطلاق، ومشاكل أخرى عليك مواجهتها والتكيف معها. لذلك لا تدعى السلبية وفكرة سوء الحظ تفسد نظرتك للحياة. عليك إبداء بعض المرونة فى مثل هذه الظروف ليتمكن العقل من التعامل معها ويجنبك الشعور بالضغط الزائد.. وهذا ما يؤكده المؤلف والعالم النفسى سام أوين الذى أكد أنه إذا تمكنت من أن تكونى شخصا يتصف بالمرونة والتكيف مع الظروف سوف يكون من السهل عليك تخطى المشاكل والتغلب عليها، وهذا من شأنه أن يخلصك فورا من الأفكار السلبية التى قد تعلق بذهنك فضلا عن أنها ستقويك وتزيد من قدرتك على مواجهة المشاكل والتحديات الجديدة القادمة، وكأنك تبنين درعا واقية غير مرئية تحميك من مشاكل الحياة وتحدياتها.

يقول سام إن الأبحاث أظهرت أن الضغوط النفسية نتيجة المرور بظروف صعبة تؤثر فى العقل الباطن وتجعله ينبهك باستمرار إلى أن المشكلة لم يتم التعامل معها ولم يتم حلها، مما يسبب حالة من القلق الشديد، لذلك عليك إعادة تصورها ولكن بصورة إيجابية مع إخبار نفسك بأنك فعلت الأفضل فى ظل هذه الظروف الصعبة، مما يجعل عقلك عند استرجاع هذه الذكريات يأخذ دورا إيجابيا ولا يشعرك بالسلبية حينها أو بالذنب.

الضحك يحسن المزاج

تقول د.سارا براوار إن الضحك يلعب دورا مهما فى تحسين المزاج كما أنه يحفز الإفراج عن الإندورفين الذى يخفف الشعور بالألم، حيث أثبتت الدراسات أن الذين يواجهون مواقف صعبة ثم يعيدون تخيلها ولكن بشكل هزلى تقل لديهم حدة الشعور بالقلق وهذا يساعدهم على إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل مع المشكلة بشكل أفضل. ويقول سام إن الأفكار التى تعلق بأذهاننا نتيجة مواقف صعبة على المدى الطويل تؤثر فى السلوك، كما ينصح بأنه إذا لم يستطع المرء أن يرى الجانب المضيء أو الإيجابى فى الموقف فعلى الأقل عليه أن يتجاهل ما هو فيه بشكل مؤقت مع محاولة تذكر موقف إيجابى أو مضحك مر به من قبل.

كونى إيجابية

كما يؤكد سام طبقا للأبحاث أن مواجهة المرء مواقف مليئة بالتحديات وهو فى حالة عاطفية إيجابية تساعده على الصمود أمامها بشكل أفضل، إضافة إلى أن قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة أو ممارسة رياضة مثل اليوجا تمنحه روحا إيجابية.

مارسى التمارين الرياضية

أثبتت دراسة أجرتها "مؤسسة العقل الخيرية" فى عام 2015 أن التمارين الرياضية تحسن القدرة على التعامل مع المحن، وتقول د.سارا إن ممارسة التمارين الرياضية تسهم فى إطلاق مادة الإندورفين التى تقضى على الشعور بالألم، كما تحسن المزاج وتقلل هرمونات التوتر، مما يسمح لك باستنشاق المزيد من الأوكسجين، والحصول على نوم أفضل، وإذا لم تستطيعى الهروب من ضغوط العمل، فيمكنك عمل بعض التمارين وأنت فى المكتب لتخفيف الضغط عليك، فعلى سبيل المثال، يمكنك استنشاق نفس عميق مع القيام ببعض تمارين التمدد التى تساعد على فك عضلات الجسم وإرخائها، وبعض تمارين للقدم وأنت تجلسين على المكتب.

حاربى المشاعر السلبية

 قد يشعر المرء بالاستسلام لشعوره بالحسرة وخيبة الأمل.. يقول سام إن تحمل المسؤولية والتمسك بالحياة يعززان قيمة المرء، لذلك عليك أن تكونى مسيطرة وقادرة على محاربة المشاعر السلبية وتحويلها إلى مشاعر إيجابية بدلا من الاستسلام لها، وهذه تعد مهارة أساسية للحفاظ على المرونة فى التعامل أثناء الأوقات الصعبة.

كافئى نفسك بوجبة جميلة

تقول د.سارا إن إعداد وجبة جميلة وصحية لنفسك يشعرك بتقدير الذات، حيث أن الرعاية الذاتية تمنحك مزاجا جيدا، لذلك فهى توصى باتباع نظام غذائى يعمل على خفض السكر فى الدم مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، والذى يشمل الكثير من المأكولات البحرية والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

كيف تتعاملين مع المحن؟

يتذكر دائما الأشخاص المتفائلون أن المحن لها وقت محدد وستنتهي، لإيمانهم بأنه وضع مؤقت ويجب التغلب عليه واستعادة الحياة الطبيعية سريعا، بينما يفترض الأشخاص المتشائمون أنها نهاية العالم وأنه ليس هناك مخرج.

اعتمدى على الفيتامينات

إن تناول فيتامين Dيساعد على التغلب على الضغط النفسى لتأثيره الإيجابى فى مستويات الهرمون، لذلك تنصح سارا بتناول الفيتامين كمكمل غذائى إضافة إلى "بروبيوتيك" واحد يعزز البكتيريا الصحية داخل الأمعاء.

تناولى الأعشاب المهدئة

إن تناول أعشاب، مثل الجينسنج والرهوديولا والاستراغالوس، مفيد جدا للجسم، حيث أنها تساعد الخلايا على أن تعمل بشكل أفضل فى أوقات التوتر وتحسن كفاءة الأيض الخلوي، وهذا بدوره يمنحك الشعور بالهدوء، كما يعمل على عودة إطلاق هرمون الإجهاد "الكورتيزول" بشكل طبيعى على المدى الطويل.

أحيطى نفسك بالأشخاص الإيجابيين

يقول سام إن وجود الأشخاص الإيجابيين يمنحك الإيجابية ويؤثر فى عقلك وكيفية تحقيق أهدافك، لذلك أحيطى نفسك بالأشخاص الإيجابيين الأقوياء الذين يمكنهم التعامل والتكيف مع الظروف مهما كانت.

شاهدى المساحات الخضراء

تقول د.سارا إن رؤية مساحات طبيعية خضراء لها تأثير مهدئ للنفس وتزيد من مرونة المرء فى الحياة، لذلك على المرء أن يخصص يوما فى الأسبوع ليقضيه وسط الطبيعة والمساحات الخضراء. وأضعف الإيمان أن يضع نباتات على المكتب أو فى مكان العمل، حيث أنها تطلق المزيد من الأوكسجين وهذا يساعدك على التغلب على الشعور بالتعب.