واخدنى على فين يا سيدنا الحسين؟
واخدنى على فين يا سيدنا الحسين؟
مشاهدات: 210
5 مارس 2019

هل سمعتم فى حياتكم عن كلمة «العند» بكسر العين؟

والكلمة تعنى بصراحة ومن غير لف ودوران.. تشبث الإنسان أى إنسان برأيه.. وعدم التزحزح عنه قيد أنملة!

ماذا يعنى هذا الكلام الكبير قوى؟

إنه يعنى أن يختلف اثنان أى اثنين رجلان.. امرأتان.. صديقان.. زوج وزوجة.. رئيس ومرءوس فى العمل.. شريكان فى ملكية أى شىء.. فدان أرض.. بيت.. عربة.. عزبة.. حق المرور أولا كما يحدث بين السائقين فى مواقف سيارات الأجرة.

ولكن دعونا نتحدث هنا ونحن نكتب على صفحات أعظم المجلات النسائية الأسرية فى العالم العربى كله.. ولو كره الكارهون.. عن حاجة اسمها العند أو العناد.. يعنى التشبث بالرأى بين زوجين بالذات.. كل واحد يرى أمرًا لا يراه الآخر.. أو لا يريد أن يأخذ به الآخر..

يعنى الزوج مثلا يعنى يرى ألا تخرج زوجته المصونة والجوهرة المكنونة من بيتها لزيارة أهلها فى الوقت الذى يحتاج فيه البيت والزوج والأولاد لوجودها لترعاهم وتُلبى طلباتهم التى لا تنتهى..

وقد يصل الأمر إلى فرمان من الزوج لزوجته المصونة والجوهرة المكنونة بأن تلزم البيت حتى عودته من العمل ولا تخرج منه.. وأن تسمع الكلام.. ولا تتصرف مثلا فى مصروف البيت على هواها وكيفما تريد.. وأن تخرج على مزاجها وتبقى على مزاجها «برضه»! وأن تصاحب من تريد ومن تهوى ومن ترتاح بصحبته من صديقاتها وجيرانها وأن تعتبر أى تدخل هنا من جانب زوجها.. هو اختراق ــ حلوة قوى كلمة اختراق دى هنا.

أكرر اختراق لحريتها وتعد على حقها الطبيعى فى الحياة كإنسانة وكزوجة مثقفة أو حتى يدوب أخدت «الإعدادية»وقعدت فى البيت فى انتظار العدل ـ بفتح الدال ـ يعنى الزوج الذى يطرق الباب.. لتنتقل من بيت أبيها إلى بيت جوزها لتبدأ رحلة الهناء والعسل أو الشقاء والبصل كما يقولون فى بيت زوجها المصون الذى كما كانت تقول جدتى لأمى..

يا تبقى «حتة سُكرة أو عقربة بلسان»! حسب حظ الزوج وبخته الحلو أو المنيّل بستين نيلة.. وهو نفس تعبير جدتى لأمى!

✳ ✳ ✳

نعود لنبحث عن أصل كلمة «العند والعناد الزوجى».. وهو عادة يبدأ من عند المرأة أو الزوجة المصونة التى لا يعجبها رأى زوجها فى مسألة من المسائل الزوجية.. لتدخل فى دور عناد وحرننة.. يعنى تشبث بالرأى.. ودور زعل كده وخصام زوجى.. وهو عادة يبدأ بعدم الكلام.. وينتهى بالصمت الرهيب كما تقول نجاة الصغيرة فى أغنيتها الرائعة: «أيظن»!

ولكى لا يؤدى هذا النوع من العناد والتشبث بالرأى بين الزوجين إلى ما لا يحمد عقباه.. الذى يريد فيه كل طرف الزوج أو الزوجة من الطرف الآخر أن يبدأ هو رحلة التنازل والتراجع ويرضخ راضيًا أو مرغما برأى الطرف الآخر.. وتنتهى الحكاية.. أو يستمر العناد إلى باب مسدود بالضبة والمفتاح كما يقولون ـ يعلم الله وحده ماذا ستكون آخرته؟

اسمحوا لى أن أحكى لكم هذه الحكاية التى كان والدى يرددها على ضيوفنا فى بيت العائلة وما أكثرهم.. وهى تحكى عن «مكر الحريم» الذى حل ألف عقدة وعقدة.. وألف مشكلة ومشكلة بين الزوجين..

هو يقول: حدث خصام بين زوجين يحبان بعضهما حبًا شديدًا.. وانتهى الخصام بأن لزم الزوج غرفته وكذلك الزوجة من باب العناد رغم أن كلا منهما يتمنيان أن ينتهى هذا الخصام بالصلح وخصوصا فى ليلة الحسين رضى الله عنه وكان مولده أيامها.

وقامت الزوجة متلصصة فى خطوات لا يسمع وقعها أحد.. حتى باب غرفة الزوج المصون لتجده يدعو فى صوت منخفض: يا سيدنا الحسين ابعتهالى!

فما كان من الزوجة إلا أن اتجهت فى خطوات بطيئة إلى الغرفة التى ينام فيها زوجها وهى تمد يدها إلى الأمام وتقول: واخدنى فين يا سيدنا الحسين.. أنا فى حماه!

حتى اقتحمت غرفة الزوج الذى أخذها بالأحضان وهو يصيح: كتر خيرك يا سيدنا الحسين!

✳ ✳ ✳

هكذا أيها السادة وأيتها السيدات من الأزواج والزوجات كان الأهل زمان يضعون حلا لمشاكلهم العائلية بحكاوى ظريفة لطيفة.. غاية فى الأدب والحكمة والحب الذى لا ينتهى!

✳ ✳ ✳

كلمات عاشت:

«ملعونة الست اللى يحبها جوزها وتفرط فيه!»

تحية كاريوكا فى فيلم «لعبة الست»