هل صحوت يا عزيزى الرجل ذات صباح نكد ـ بفتح النون وكسر الكاف وسكون الدال ـ بزوجتك العزيزة التى تزوجتها بعد قصة حب ملتهبة.. كانت حديث البنات والأولاد فى الجامعة.. قبل أن تصبح زوجتك المصونة والجوهرة المكنونة ـ كما يقولون فى عالم القصص والروايات وأفلام السينما التى تعلى دائمًا من شأن المرأة خصوصا إذا كانت بطلة الفليم على أيامى فاتن حمامة أو ماجدة أو مريم فخرالدين.. وأنا لا أعرف بجد بطلات هذه الأيام ولا أسماءهن ولم أرهن فى أى فيلم من أفلام هذا العصر الذى نعيش فيه والذى أطل علينا بأفلام لا طعم لها ولا لون وببطلات «يسدو النفس.. شكلا وموضوعا وتمثيلا كمان».. وليس هذا رأيى وحدى.. ولكنه شبه إجماع من كل من أمسك بالقلم وكتب وكل من رسم بالفرشاة ورسم.. وكل من اشتغل بمهنة القلم والفن والميديا بكل ألوانها وأشكالها.
أعتذر بشدة لأننى استرسلت فى الكلام.. ولم أذكر ماذا فعلت الزوجة المصونة عندما فتحت عينيها لأول مرة.. بوجه مكتئب وهى كما يقولون لاوية بوزها شبرين لقدام.. يعنى وش كما تصفه النسوة فى الحارات والأحياء البلدى وش يقطع الخميرة من البيت.. يعنى يقطع الرزق كله الذى يتمثل عند أهلنا وأجدادنا زمان برغيف العيش.. باعتبار أن أول علامة على الرزق هى اللقمة الحلال المتمثلة فى رغيف العيش.. خلص الكلام.
لا لم يخلص.. فأنت يا عزيزى الزوج لم تقل لنا بعد: ماذا كنت تفعل لو فتحت عينيك فى الصباح لتجد زوجتك المصونة والجوهرة المكنونة بوزها شبرين لقدام. علامة الزعل والغضب.. من المؤكد لشىء ما أنت فعلته.. أو حتى نسيته وتجاهلته.
✳ ✳ ✳
كان هذا هو سؤال المذيعة العربية ذات مساء وأنا أتفرج على فيلم سينمائى عربى كعادتى دائمًا من أفلام الزمن الجميل الذى ولَّى وراح إلى غير رجعة!
قلت لها: والله بالنسبة لى.. فإن زوجتى التى رافقتنى أيام الهناء والشقاء معا.. وصعدنا معا سلم الحياة درجة بعد درجة وهى لم تفقد ابتسامة الرضا والقناعة والإيمان وطاعة الرب وطاعة الزوج عن رضا وقناعة وإيمان.. ولكن لو حدث.. فمن المؤكد أن فى الأمر شيئا حدث ولم أنتبه إليه.. وتتم المصارحة والمصافحة ولا نترك الموقف يفلت من بين أيدينا.. إلا بعد أن يعود الصفاء والهدوء للبيت والأسرة. والزوجة التى عاشت معى ـ كما يقولون على الحلوة والمرة.. كما كان يغنى مطرب الزمن الجميل عبدالغنى السيد!
تسألنى: يعنى تخلصوا الموقف فى ساعتها؟
قلت لها: أيوه.. وصافي يا لبن حليب يا قشطة!
تقاطعنى: يعنى إيه صافي يا لبن حليب يا قشطة؟
قلت لها: هو انتى «خواجاية» واللا إيه؟ ده مثل مصرى صميم يقال دائما.. بعد كل خصام. وهو يعنى أن كل شيء خلاص راح واتنسى!
✳ ✳ ✳
لم تتركنى المذيعة العربية أمضى لحال سبيلى.. بل قالت لى قبل أن ننهى حوارنا: طيب مافيش حاجات حصلت لزميلات لك أو لصديقات أو معارف.. واجهت الزوجة زوجها بوجه عابس يحمل زعلا كبيرا؟
قلت لها: يوه.. كتير وأكتر مما تتصورين.
تسألني: زى إيه كده؟
قلت لها: فى علم الكمبيوتر والنت وشبكات التواصل الاجتماعى بيحصل العجب!
تسألنى: زى إيه كده؟
قلت لها: خدى عندك:
1 - مافيش زوج لا يفتش فى موبايل زوجته أمامها أو فى غيابها.. لعل وعسى!
2 - ومافيش زوجة لا تفعل نفس الشىء!
3 - ومافيش زوجة لا تراقب تحركات زوجها وسهراته وتحركاته ونزوله المتكرر من البيت فى المساء بعد عودته من الشغل.
4 - ومافيش زوجة لا تراقب سكرتيرة زوجها خصوصا إذا كانت على قدر كبير من الجمال والدلال.. والغندرة.. والكلمة الأخيرة هذه من عندى أنا.. وهى تعنى أن كل العيون عيون الرجال بالطبع ـ تتابعها أينما تكلمت أو ذهبت أو حضرت! وربنا يكفينا شر السكرتيرات الحلوين زيادة.. وليست هذه كلمتى.. ولكنها كلمة زوجة مفروسة جدًا من زوجها الناجح جدًا.. والذى عنده سكرتيرة قمر أربعتاشر!
✳ ✳ ✳
كلمات عاشت:
«عدو المرأة.. امرأة أخرى أكثر جمالا ودلالا». بنت الشاطئ