لكم كتبت عن هموم المرأة وما تعانيه وما نعانيه نحن منها، ولكم قرأت من كتب ومراجع عن مواجع المرأة عبر العصور.. وفي كتب الأقدمين مرورا بكل العصور حتى يومنا هذا.. ولكن شدنى كتاب للزميل الكاتب حازم الخولى عنوانه «النساء: عجائب وأسرار».
واسمحوا لى أن أختار لكم من بين صفحاته المشوقة حديثه عن امرأة حديثها القرآن.. يعنى لا تتحدث إلا بالقرآن وآياته.. تعالوا نقرأ معا ماذا سألها؟ وماذا قالت هى في إجاباتها بآيات القرآن الكريم التى كانت جوابها:
بينما عبدالله المبارك فى طريقه إلى الحج وجد عجوزا عربية اتخذت مكانا قصيا.. فذهب إليها وقال لها: السلام عليكم ورحمة الله.
قالت: (سلام قولا من رب رحيم).
فقال لها: ماذا تصنعين فى هذه الصحراء القفر؟
قالت: (من يضلل الله فلا هادى له).
فسألها: إلى أين تذهبين؟.. قالت: (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).
قال لها: وكم لبثت هنا؟
قالت: (ثلاث ليال سويًّا).
فقال لها: وأين طعامك؟
قالت: (هو يطعمنى ويسقينِ).
فقال لها: وأين ماء الوضوء؟
قالت: ( فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا).
فقدم لها بعض الطعام.
وقال: (هذا طعام حلال فكلى).
قالت: ( ثم أتموا الصيام إلى الليل).
فقال لها: ليس هذا شهر رمضان.
قالت: (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم).
فقال لها: ورخص الإفطار في السفر؟
قالت: (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون).
فقال لها: تكلمى بمثل لهجتى؟
قالت: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
* * *
فقال لها: تكلمى يا سيدتى مثل لهجتى.
قالت: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
قال لها: من أى القبائل أنت؟
فقالت: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان مسئولا).
قلت لها: سامحينى فقد أخطأت.
قالت: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم).
فقال لها: أتركبين معى على ناقتى؟
فقالت): وما تفعلوا من خير يعلمه الله).
فقال لها: اركبى؟
قالت: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم).
فقال لها بعد أن أناخ الناقة لتركب هى: هيا؟
قالت: (سبحان الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين).
* * *
ولما أخذ زمام الناقة وصاح.. (قالت: سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين).
ولما أخذ يمشى الهوينا.. قالت : (فاقرأوا ما تيسر من القرآن).
قال لها: لقد أوتيت خيرا كثيرا.
قالت): وما يذكر إلا أولو الألباب).
فقال لها: يا خالة هل لك زوج؟
قالت: (يا أيها الناس الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
* * *
ولما أدركوا القافلة التى ضلت هى منها..
سألها: هل من ولد أو قريب لك فيها؟
فقالت: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
ولما سألها: ما عمل أولادك في القافلة؟
قالت: (وعلامات بالنجوم هم يهتدون).
ولما سألها عن أسماء أولادها؟
قالت: (واتخذ الله إبراهيم خليلا).. (وكلم موسى تكليما).. (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
ولما نادت عليهم بأسمائهم أتوا إليها مسرعين.
فقالت لهم: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أذكى طعاما فليأتكم برزق منه).
* * *
ولما جاءوا بالطعام قالت لابن المبارك: (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية).
ولما استوضح الأمر من أولادها..
قالوا: إن أمهم هذه لا تتكلم إلا بالقرآن منذ أربعين سنة خوفا من الخطأ وتمسكا بكلام الله وتعاليمه وسنة رسوله وتعاليم الإسلام الحق.
ترى من فى زماننا هذا أيها السادة.. لا يتحدث إلا لغة القرآن؟
الجواب: لا يوجد!
* * *
كلمات عاشت:
(لا تمش فى الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا). صدق الله العظيم