إلهام شاهين فى نادى الكبار
إلهام شاهين فى نادى الكبار
مشاهدات: 400
28 سبتمبر 2017

توج الفيلم المصرى (يوم للستات) بطولة إلهام شاهين وإخراج كاملة أبو ذكرى بالجائزة الكبرى (عثمان سمبين) للدورة العشرين من مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة التى أسدل الستار عليها مساء اليوم السبت الماضى فى المملكة المغربية.

تدور أحداث الفيلم داخل حى شعبى حيث يقرر القائمون على المركز الرياضى بالمنطقة تخصيص يوم للسيدات فقط للاستمتاع بحوض السباحة وتأثير ذلك على نساء وفتيات الحى. تنافس فى المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلما من المغرب وتونس والجزائر ومصر وغانا والسنغال وجنوب إفريقيا وأوغندا وبنين وتوجو ورواندا وموزمبيق ومالى وبوركينا فاسو.

وفاز الفيلم السنغالى (فيليستي) لمخرجه السنغالي-الفرنسى آلان جوميز بجائزة لجنة التحكيم فيما حصل فيلم (قطار السكر والملح) من موزمبيق للمخرج ليسينو أزيفيدو على جائزتى الإخراج والسيناريو.

هذا هو الخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء عن فوز فيلم «يوم للستات» بالجائزة الكبرى فى مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة. أما فحوى الخبر ومعناه فيتجاوز تلك السطور القليلة، معنى ما حدث هو أن الرسالة الراقية، الإنسانية، المستنيرة للفيلم قد وصلت. أحسها المشاهدون والنقاد وأعضاء لجنة التحكيم رغم اختلاف الجنسيات، والثقافات. وهذا شأن الأعمال التى تحمل رسالة إنسانية للبشر جميعا، حتى لو كان التناول من خلال قصة محلية، وأبطال وأحداث خاصة جدا.

علمتنا الحياة أن عالمية الفكرة، وانتشارها يولد فى الأغلب من عمق محليتها، وخصوصيتها. وهذا ما شعرت به وأنا أشاهد هذا الفيلم المختلف. فالحى الشعبى فى مصر، لكن معاناة الفتيات المنغلقة، التى يسيطر عليها الفكر الذكورى، ويشكل الرأى العام الجمعى قضية إنسانية يتعاطف معها أى إنسان على اختلاف الأصول والجذور وألوان البشرة.

فيلم «يوم للستات» الذى استقبل فى روسيا دولة ترتستان فى مهرجان «كازان» أول سبتمبر وحصل على ثلاث جوائز لممثلاته الفنانات: إلهام شاهين، نيللى كريم، وناهد السباعى. ولم تمض إلا أيام قليلة حتى توج بالجائزة الكبرى فى المملكة المغربية. معنى ذلك أن الفيلم حظى باهتمام الخارج أكثر من الداخل، وهذا يؤكد رسوخ الفكر الذكورى وتمكنه من العقل الباطن للمشاهد المصرى!

أنا شخصيا أحببت الفيلم الذى أخرجته كاملة أبو ذكرى بإحساس عال، وحرفية هائلة. وأنتجته وتبنت فكرته الفنانة إلهام شاهين التى تعيش الآن أسعد أيامها وهى تتلقى التقدير والجوائز عن فيلمها الذى راهنت عليه، وغامرت بمالها الخاص من أجل أن يخرج إلى النور، ربما لأنها كفنانة تدرك أن المنتجين الحاليين لن يهتموا بهذا الموضوع، وسيعتبرونه فيلما نسويا، دمه ثقيل. وبالتالى فلن يحقق الأرباح التى يضع أى منتج عينه عليها، قبل أى شيء.

ناهد السباعى أدت دورا فارقا فى مشوارها الفنى، وكان أداؤها بارعا. فتاة متخلفة عقليا، لكنها محبة للحياة، كل أمنيتها أن تلبس «مايوه» وتنزل حمام السباحة. و عندما تتاح لها هذه الفرصة ليوم واحد فى الأسبوع تتغير حياتها تماما، تتبدل مشاعرها، وتحس بإنسانيتها التائهة.

ونجحت إلهام شاهين فى إقناع زملاء المهنة فى المشاركة فى الفيلم بأدوار صغيرة، وربما بدون أجر حتى يرى الفيلم النور وهم: محمود حميدة، فاروق الفيشاوى، أحمد الفيشاوى. وبهذا تستطيع أن تفخر بالفعل بأنها صانعة هذا العمل بالقلب والإيمان بالفكرة، والحماس فى تبنيها، وإنتاجها بالإضافة إلى التمثيل فى الفيلم كإحدى بطلاته.

مبروك إلهام هذه النقلة المهمة فى مشوارك الفنى الطويل. تبنى رسالة والدفاع عنها عن طريق الفن هو طريق الكبار فى عالم السينما فى العالم كله. مرحبا بك فى نادى الكبار.