درس من مريم
درس من مريم
مشاهدات: 185
3 أغسطس 2017

 

كان اختيارا رائعا من القائمين على مؤتمر الشباب لمريم الأولى على الثانوية العامة لتكون الشابة التي تجلس على يمين الرئيس وهو اختيار حمل رسالة للإعلام أولا وللمجتمع ثانيا بقيمة هذه الفتاة وبرؤية النظام لها ولغيرها من أبناء الكادحين الشرفاء في مصر، وأذكر الإعلام أولا  لأنه هو من ركز  على أصل وفصل الفتاة أكثر من تركيزه على نبوغ هذه الفتاة وتفوقها، ومع قناعتي الشخصية بأن العمل شرف وأن مهنة والدها مهما كانت هي مهنة محترمة ومقدرة طالما هي مهنة شريفة فإني أستغرب من أن بعض الزملاء في الصحف والمجلات وصفوها بمهنة أبيها وهو حارس عقار متناسين أن أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخ مصر كانوا من أسر بسيطة من الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس السادات وطه حسين وحسنين هيكل والعقاد وغيرهم كثيرون، متناسين أيضا أن كل الأوائل على مر تاريخ الثانوية العامة لأكثر من نصف قرن هم أبناء المدارس الحكومية وغالبا من أبناء البسطاء في مصر. ما استوقفني في مريم أكثر  من تفوقها ونبوغها هو أخلاقها فتقديرها لأسرتها وقولها إنها لم تكن تعاني من شيء  بل وترى أنهم قدموا لها الكثير يؤكد أن هذه الفتاة غنية بعزتها لنفسها وتقديرها لأبويها وبأخلاقها الكريمة التي استطاع والداها أن يزرعاها داخلها . مريم درس لابد وأن نضعه نصب أعيننا لأنها تؤكد أن ما نراه الآن من أجيال من الشباب كل اهتماماتهم تنحصر في ارتداء ملابس تحمل أسماء الماركات العالمية وارتياد المطاعم والكافيهات  ويحلمون بالسفر خارج البلاد ويضعون التعليم في ذيل قائمة اهتماماتهم رغم ما يكبدونه لآبائهم من مصاريف في مدارس التعليم الأجنبي هو نتاج تربية غير سليمة نسأل نحن عليها  فتوفير كل وسائل الرفاهية لأبنائنا ليس هو الطريقة المثلى لبناء جيل من الشباب الذي يعتمد عليه، وحتى الغرب لا يقومون بتوفير كل ما نقوم نحن  بتوفيره وذلك لتعويدهم على تحمل المسئولية. باختصار مريم لابد وأن تجعلنا نعيد حساباتنا إذا أردنا أن يكون لدينا أبناء يتحملون مسئولية هذا الوطن كما أرى أن ما يقوم به الرئيس السيسي من اهتمام بالشباب من مختلف المستويات  والاتجاهات الفكرية والعلمية  لن يستطيع أن ينهض وحده بشباب مصر  ما لم تقم الأسر بإعادة تقييم طريقة  تعاملها مع أبنائها والعمل على غرس القيم والمبادئ السليمة. 

 

نور الكلمات 

لا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم 

غاندي

 نحن لسنا محتاجين إلى كثير من العلم، ولكننا  محتاجون إلى كثير من الأخلاق الفاضلة

سعد زغلول

الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب،  لأن الرجل يحتاج إلى الطعام  والشراب في اليوم مرة أو مرتين،  وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه .

أحمد بن ح