حتى زوجات النبى.. لم يتوقفن عن الغيرة!
حتى زوجات النبى.. لم يتوقفن عن الغيرة!
مشاهدات: 361
18 يوليو 2017

صدقنى يا ولدى إن الغيرة تولد مع المرأة وهى يادوب قد نزلت للتو من بطن أمها.. بص شوف الأطفال البنات منهن كل واحدة بتبص للتانية عاوزة تاخد اللى معاها.. مصاصة.. لعبة.. دبدوب.. حتة شوكولاتة.. باكو بسكوت.. أى حاجة!

والبنات يا عزيزى تتابع خبيرة الأزياء الإيطالية الأروبة حديثها ونحن مازلنا نجلس فى الكوليزيوم أشهر مزار تاريخى فى قلب روما أكثر غيرة فى صغرهن من الأطفال الذكور.. لكن عندما يكبرن تتحول الغيرة إلى سؤال مهم جدا فى حياة كل بنت: مين الأجمل فينا خد بالك الأجمل موش الأشطر فى الشلَّة كلها؟. ولازم نلاقى بنت أجمل من كل البنات.

أسألها بخبث الصحفيين الأرارى أمثالي: إزاى يا ست الكل.. فيه الحلو وفيه الأقل حلاوة لكن أنا بصراحة كده ماشفتش من يوم ما نزلت روما واحدة ممكن تقول عليها موش حلوة.. حتى الستات الكبار!

قالت: ده سر عظمة روما.. ستاتها حلوين دايما ورجالها شاطرين!

قلت لها بخبث: أصلك ماعدتيش على مصر!

قالت: عاوزنى أعدى.. اعزمنى!

قلت لها: حاضر.. لكن لم أفعل لسر أنتم تعرفونه جيدًا؟

وحتى لا تذهب بكم الظنون بعيدا.. السر ببساطة لضيق ذات اليد.. شوف بقى واحدة عارضة أزياء حتعزمها فين؟ فى بيتك.. تبقى كارثة.. فى لوكاندة.. منين والدولار دلوقتى هو السيد الآمر الناهى فى حياتنا.. وخلونا كده نعيش جنب الحيط من جنون الدولار ومن عبارة: هات..هات من الزوجات كمان!

* * *

تسألنى ملكة الأزياء والشياكة دوللى مانتينى التى تحاورنى فى روما: ألم تسمع ما قاله لنا بابا روما فى يوم عيد القديسين فى كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان التى لا تبعد خطوات من هنا؟

قلت لها: لا.

قال: لقد قال لنا فى موعظته الأسبوعية التى أحضرها أرمقها بإعجاب وهى تتكلم إن القديسات فى الأديان السماوية كن يحملن راية الغيرة كما تحملها نساء البشر أجمعين..

قلت لها: اسمحى لى يا عزيزتى إنه عندنا فى الإسلام الغيرة مسموح بها.. لأنها أمر يتعلق بالطبيعة البشرية للمرأة التى خلقها الله عليها.

تسألنى: زدنى علماً يا عزيزى!

قلت لها فيما أذكر: لقد قرأت فى كتب التفاسير لأئمة الإسلام.. أن الغيرة إذا أردت الحديث عنها.. قد دخلت بيت رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. طبعاً بين نسائه!

تسألنى: إزاى.. لأن الغيرة تأكلنى أنا كلما قابلت امرأة أجمل منى.. خصوصا وأنا أعمل فى مجال الأزياء؟

تقاطعنى سيدة مصرية تعيش فى روما وكانت تحضر اللقاء: هو معقول حتكلم الست دى عن الإسلام؟

قلت لها: وكمان سوف أحكى لها عن زوجات الرسول اللاتى تسللت الغيرة إلى صدورهن.. بظهور مارية القبطية المصرية التى أرسلها المقوقس عظيم قبط مصر.. هدية إليه.. فتزوجها الرسول.. وأنجب منها ابنه الوحيد إبراهيم وكمان أنتن تسمعن الحكاية!

* * *

قلت ونحن نقف أمام نافورة المياه الشهيرة.. على مرمى حجر من الكوليزيوم الشهير فى روما: تقول كتب التفاسير إن الرسول الكريم تزوَّجَ من مارية القبطية التى أهداها إليه المقوقس عظيم قبط مصر وضرب عليها الحجاب وأنزلها بدار الحارثة بن النعمان فى مكة المكرمة بالقرب من مساكن زوجات الرسول..

ولكن زوجات النبى كما تقول كتب رواة التاريخ بلغت بهن الغيرة من هذه الوافدة المصرية البيضاء الجميلة ولم يستطعن أن يتركنها تعيش بالقرب منهن فى سلام.. مما جعل النبى الكريم خوفاً عليها من كيدهن.. ينقلها إلى مكان آخر فى ضاحية من ضواحى المدينة. ولكن يبقى السؤال: كيف استقبلت زوجات الرسول هذه الوافدة البيضاء الجميلة من مصر؟

يقول الرواة: لم تهدأ غيرة أزواج النبى من مارية.. حتى إن السيدة عائشة رضى الله عنها.. أحب زوجات الرسول إلى قلبه.. كانت تقول صراحة:

 - ما غرت من امرأة إلا دون ما غرت من مارية.. وذلك لأنها كانت جميلة وأعجب بها الرسول صلى الله عليه وسلم..

وقالوا: إن الرسول الكريم قد أحبها وكانت قريبة من قلبه..

وتقول كتب التفاسير: إنه جاء إلى النبى مولاه أبورافع يبشره بولادة إبراهيم فأكرمه وتصدق على كل فقير ومسكين فى المدينة.

أما حينما نزل جبريل على النبى يقول له: السلام عليك يا أبا إبراهيم..

فقد أثلج صدر النبى وانشرحت نفسه وظهر البشر على وجهه كما يقول الرواة والمؤرخون.

ولكن ملامح الغيرة ظهرت على وجه السيدة عائشة عندما حمل النبى الكريم ابنه إبراهيم إليها وقال لها فرحاً: ألا تلاحظين الشبه بينى وبينه؟

فكان جوابها الصادم: ما أرى بينكما شبهاً!

فلما سألها عن حسن نمو الطفل وحلاوته وحسن مظهره؟

قالت: ما يتغذى به إبراهيم يحسن نموه ويحسن مظهره!

ولكن ما لبث إبراهيم أن مَرضَ وذهب إلى لقاء ربه وقال له الرسول: إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون!

* * *

كلمات عاشت:

«والله يا إبراهيم إنا لفراقك لمحزونون»

سيدنا محمد عليه السلام

فى وداع ابنه