طاهر البهي يعود الى الرومانسية في " سكة أبو الفدا"
طاهر البهي يعود الى الرومانسية في  سكة أبو الفدا
23 فبراير 2018

منّ منا ينسي رائعة " رد قلبي- بين الأطلال" لفارس الرومانسية يوسف السباعي أو " العذراء والشعر الأبيض-أنف وثلاث عيون- أين عمري للرائع إحسان عبد القدوس" ..سلسلة طويلة من الأعمال الأدبية الرومانسية التي شكّلت وجدان وعاشت علي سطورها قصص حب عديدة. ليعود بنا الصحفي والكاتب المميز طاهر البهي برواية رومانسية جديدة بعنوان "سكة أبو الفدا" التي تعيد العصر الذهبي للرومانسية في الأدب المصري، استكمالا لابداعات الرواد: إحسان عبد القدوس، محمد عبد الحليم عبد الله، يوسف السباعي، بعد فترة جفاء من جانب الكتابات الشابة، مع التطور الذي حدث في المجتمع من وسائل إتصالات وميديا وسموات مفتوحة جعلت مفردات الحب مختلفة وهي ما يعالجها المؤلف بتوازن شديد بين الحب والمادة.

 

حيث تدور أحداث الرواية في حي الزمالك العريق الذي يتخذه الصفوة مكانا مفضلا للإقامة باعتباره أول كومبوند مغلق منذ بدايات القرن الماضي، إلا أننا سرعان ما نكتشف انحياز الكاتب الواضح للطبقة الوسطى من المجتمع دون تجاهل لما سواها، ومن خلال الأحداث تجد هذه الطبقة مستقرا لها باجتهادها الواضح وبأخلاقها التي تتماشى مع طبقة النبلاء من خلال "شادي" المدرس العاشق الذي يتنفس حبا يسخر منه الجميع لهذا السبب. وتروي الرواية قصة حب شديدة العذوبة بين شادي وليلى ابنة حي الزمالك وتساعده على العمل بالحي إلى جوارها، في حين يتنافس على حب ليلى عدة أشخاص يمثلون طبقات مختلفة، وأخلاقيات متباينة ما بين الرقي والانتهازية، ويؤدي تردد ليلى وعدم وضوح أهدافها وتعجلها الارتماء بين أحضان طبقة رجال المال وبعضهم يملكون وسائل إعلام مشهورة ممثلين في شخصية "شاكر العوادلي" صاحب القنوات الفضائية الشهيرة والذي لا يتردد في المتاجرة بأي شيء يزيده مالا وثراء إلى أن تقع المفاجأة الكبرى ـ والرواية مليئة بالمفاجآت المثيرة صعودا وهبوط.

يذكر أن " سكة أبو الفدا" هو الكتاب الرابع والعشرين من سلسلة مؤلفات طاهر البهي، وهو يأتي بعد عام من روايته "السكاكيني" التي حققت نجاحا نقديا وجماهيريا ورشحت لتحويلها إلى عمل درامي ولكن حال دون ذلك متطلباتها الانتاجية الضخمة.

الأكثر قراءة