عندما يكون الطعام رسالة للسلام
عندما يكون الطعام رسالة للسلام
12 يناير 2017

كعادتها كل عام تثبت مجلة نصف الدنيا قدرتها على الريادة والنجاح بل والتفوق عاما بعد آخر فى تقديم حدث أصبح على مدار ثلاث سنوات مضت أحد أهم وأكبر المهرجانات على مستوى مصر والشرق الأوسط وهو مهرجان الطهى الدولى الثالث  والذى أقيم تحت عنوان «مذاق الثقافات المختلفة» وشارك فيه هذا العام 17 دولة من مختلف دول العالم حرصت على أن تكون أحد عناصر نجاح هذا الملتقى الدولى الذى يعتبر أحد أهم المهرجانات الدولية التى تعمل على تنشيط  ودعم السياحة المصرية بالإضافة إلى دور المهرجان المهم فى التواصل بين الدول واختيار الطعام كثقافة للتقارب بين الشعوب وبث رسالة للسلام أمام العالم،

وقد حالفنى الحظ وتشرفت بتكليف الأستاذة أمل فوزى رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا لى بأن أكون أحد المنسقين الأساسيين للمهرجان هذا العام والتى كانت دائما  تذكرنا فى كل اجتماع لنا للتنظيم لهذا المهرجان والذى استمر العمل عليه لمدة شهور بضرورة الحفاظ على نجاحنا الذى حققناه العامين الماضيين وأننا يجب أن نقدم دائما شيئا جديدا ومختلفا عما سبق من مبدأ أن النجاح سهل ولكن الأصعب هو الحفاظ على هذا النجاح وتتويجه بالتمييز مما جعلنى أتحمل جزءا من هذه المسئولية المهمة التى أثقلتنى خبرة وأتاحت لى فرصة للتعرف على شخصيات وثقافات من مختلف الدول التى شاركت معنا

وبالرغم من أن المشوار كان طويلا ومليئا بالصعاب والتحديات لإنجاح المهرجان خاصة بعد زيادة عدد الدول المشاركة بنحو 7 دول جديدة شاركت معنا لأول مرة إلا أن هذا التعب تلاشى بمجرد انتهاء المهرجان ورؤية السعادة على وجوه جميع المشاركين سواء طهاة أو سفارات أو رعاة بهذا التجمع الفريد من نوعه،

كما أن الحياة التى عشتها خلف كواليس المهرجان مع الطهاة الذين قضيت معهم يومين متتاليين قبل المهرجان لمساعدتهم فى توفير كافة احتياجاتهم كانت بالنسبة لى تجربة فريدة من نوعها أيضا فجو الألفة والتعاون الذى رأيته من الطهاة الذين يلتقون معا لأول مرة كان فوق الرائع فبالرغم من التنافس الشريف بين تقديم أطباق متميزة من قبل كل دولة إلا أن الصداقة السريعة التى غلفت لقاء الطهاة بعضهم ببعض استمرت وأعتقد أنها ستستمر حتى بعد أن انطلق كل منهم عائدا إلى بلده وهذا هو الهدف الذى يسعى المهرجان لتحقيقه وتوطيده كل عام  وهو التواصل بين الشعوب وإشعاع روح المحبة والسلام بين دول العالم.

ولعل أكثر المواقف التى تستحق أن أرويها لكم عندما ذهبت مع بعض الشيفات لشراء المواد الغذائية الناقصة مع الشيف الهندي موكاش كومر نبحث عن مكون معين للطبق الرئيسى والذى كان قد بدأ يشعر بالقلق لعدم عثورنا عليه كان من ساعدنا على إيجاده الشيف الروسية ناتاليا والتى تعرضت هى الأخرى لموقف أكثر صعوبة عندما تأخرت المواد الغذائية في الوصول إلى المطبخ الخاص بالطهاة مما جعل الشيف الروسية ناتاليا تنزعج وتتوتر بدرجة كبيرة نظرا لضيق الوقت فقمت بتهدئتها لاستمرار العمل وعند وصول المواد الغذائية التى ستقوم بطهيها قامت الشيف المغربية ضياء وبعض الطهاة بمطبخ الفندق بمساعدتها في تحضير الطعام حتى تعوض بعض الوقت الذي أهدر في الانتظار وتخرج لضيوف الحفل فى موعدها دون تأخر،

فالمطبخ والتعاون الذى رأيتة داخل كواليسه سر نجاح المهرجان وهذا ما شعر به الطهاة عند تقديم الطعام وتلقي كلمات إعجاب من الضيوف على مذاق طعام كل دولة والاستمتاع به وأيضا عند احتفالهم بالرقص والغناء مع بعضهم البعض دون التفرقة بين اختلاف الجنسيات.

وهذا هو النجاح الذى حققه الجميع فالتعاون والترحيب الكبير الذى كان سمة المهرجان لم يكن من قبل الطهاة فقط بل أيضا من السفارات التى كانت تدعمنا دائما طوال أشهر المتابعة معهم فنتيجة لنجاح مهرجان التذوق المبهر العامين الماضيين حرصت العديد من الدول على المشاركة كل عام مثل المكسيك، اليابان، لبنان، المغرب، سويسرا، فرنسا، أندونسيا، الهند، والصين التي قامت بزيادة عدد الأطباق من ثلاثة إلى خمسة أطباق هذا العام لإقبال الضيوف على طعامها، وأيضا شرفنا أن تشارك معنا روسيا وجورجيا والكاميرون وتايلاند وجمهورية كوريا وكندا وأمريكا هذا العام فقد كانت التجربة فى مجملها فرصة جيدة لي للتعرف عليهم جميعا وعلى أنواع المطابخ المختلفة.

وفى النهاية وبكل الحب والسعادة لا يتبقى إلا أن أشعر بالفخر والامتنان بأننى كنت أحد الجنود فى كتيبة عمل مجلة نصف الدنيا تحت قيادة الكاتبة الصحفية أمل فوزى رئيس تحرير المجلة وصاحبة فكرة هذا المهرجان المتميز الذى كان سببا فى تعزيز الترابط والتقارب بين الثقافات المختلفة وجعلنا نقدم رسالة للعالم باسم مصر فحواها الحب والسلام.


أضف تعليقك